أصبحت الحوسبة السحابية وسيلة رئيسية في عالم تكنولوجيا الأعمال، فبعد أن برزت كإنجاز علمي رائد في مجال التكنولوجيا، باتت اليوم منصة تكنولوجية قائمة بحد ذاتها. حيث تقوم الحوسبة السحابية بتقديم التكنولوجيا على شكل خدمة تتيح استخدام الخوادم ومساحات التخزين والتطبيقات دون الحاجة إلى الاستثمار في هذه المنصات. ويتزايد الطلب من قبل الشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط على استخدام السحب الالكترونية لإزالة أصعب التحديات التكنولوجية التي تعترضهم في أعمالهم. تكمن محاسن الحوسبة السحابية بمرونتها، وقابليتها للتوسيع، وسرعتها، إلا أن نقل البيانات والخدمات إليها ليس بالعملية السهلة. فهناك العديد من الشركات التي بادرت إلى استخدام هذه المنصة دون تطوير استراتيجية واضحة لنقل العمليات إلى السحب الالكترونية، مما قد يجعل القيام بعملية الانتقال مهمة شاقة ومكلفة. لذا فمن الضروري أن تقوم الشركات أولاً بتطوير استراتيجية سحابية شاملة من خلال اتباع ست خطوات رئيسية.يجب على الشركات أن تقوم أولاً بوضع سلَّم أولويات لها لتحديد ما الذي يجب نقله إلى الحوسبة السحابية وكيف يتم نقله. وللقيام بذلك، لابد من الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور، كالتكلفة الإجمالية لعملية الانتقال (والتي تتضمن كافة التكاليف المباشرة وغير المباشرة)، والأثر الاستراتيجي الذي سوف ينتج عنها، وخصوصية البيانات، والحفاظ على السرية. فمثلاً، لا يمكن، أو لا يجب، تخزين كافة أنواع البيانات والمعلومات ضمن الحوسبة السحابية. وفي بعض الحالات، تفرض القوانين والتشريعات على الشركات إبقاء بعض البيانات في نطاق ملكيتها الخاصة. تجدر الإشارة إلى أن عملية وضع الأولويات ليست مجرد تحديد ما الذي يجب نقله، وكيف يُنقل، ومتى، وكم ستكون تكلفة نقله. بل إنها تحدد عملية بناء القدرات التي تمكِّن الشركات من نقل نظمهم المعلوماتية إلى السحب الالكترونية، وبعدها إدارة ما تم نقله من خدمات ومعلومات إلى السحب. ثانياً، يجب على الشركات اتباع عقلية مختلفة فيما يتعلق بنظم المعلوماتية لديها، إذ ليس ببعيد عن الآن، كان يُنظر إلى تكنولوجيا المعلومات على أنها عبارة عن أجهزة وتطبيقات أعمال وبنى تحتية. أما في المستقبل فهذه التكنولوجيا سوف تكون بغالبها عبارة عن خدمات، مع القليل من البنى التحتية والتجهيزات أو حتى دون الحاجة إليها. ثالثاً، يجب على الشركات إعادة النظر في طريقة تعاملها مع مزودي الحوسبة السحابية وكيفية اختيار ما يجب أن يدخل إلى السحب الالكترونية. فحالياً، تنظر الشركات إلى تقنية المعلومات من خلال زاوية امتلاك التطبيقات والبنية التحتية والتراخيص المرتبطة بها. أما مع ازدياد انتقال الشركات إلى السحب الالكترونية، ستتحول هذه النظرةإلى استهلاك لتقنية المعلومات باعتبارها خدمة تتطلب نموجاً إدارياً جديداً، إذ سيتم تحديد نطاق الاستخدام وآليات السداد حسب حجم الاستهلاك كبديل عن الرسوم الثابتة. رابعاً، يجب على الشركات أن تولي اهتمام أكبر بربط التطبيقات المختلفة مع بعضها البعض. وبما أن السحب الالكترونية تتيح للشركات إمكانية انتقاء واختيار عدة مزودين ، فمن الضروري التفكير بكيفية ربط هذه المنصات لضمان إنسجام إجراءات العمل.وهذا يتطلب طريقة جديدة لتحديد بنية مؤسسية تشمل تطبيقات متواجدة خارج نطاق الشركة. خامساً، يجب على الشركات أن تقوم بتغيير أسلوبها المتبَّع في الحماية الالكترونية. فمن الضروري دراسة مدى حساسية البيانات التي يتم نقلها إلى السحب الالكترونية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مزودي الحوسبة السحابية يتمتعون إجمالاً بقدرات متقدمة لضمان الحماية تشمل كوادر بشرية وتقنية، وهي قدرات يصعب تواجدها لدى الشركات كما أنها مكلفة جداً. سادساً، تحتاج الشركات إلى استراتيجيات جديدة للمهارات البشرية. فحالياً تقوم الشركات بتوظيف مطوِّرين وأخصائيين تقنيين لتطوير المنصات الموجودة لديها. وما أن يتم الانتقال إلى السحب الالكترونية، تبرز حاجة إلى فئة جديدة من الخبراء الفنيين المتخصصين في مجال تحديد واستخدام الخدمات، إضافة إلى خبراء في مجال الربط بين المنصات المختلفة. شارك هذا الموضوع:تويترفيس بوكمعجب بهذه:إعجاب تحميل... تصفّح المقالات مستقبل إنترنت الأشياء فن القيادة