مع دخول إنترنت الأشياء بشكل تدريجي إلى حياتنا اليومية سيتم تحويل كل ما نقوم به من اختيارات إلى مجموعة بيانات. وعن طريق ربطها ببيانات مشابهة سنتمكن من استخدام الطاقة بكفاءة أعلى وتحسين قدرتنا على الاتصال. ولكنها في الوقت نفسه ستحد من الخصوصية وستعمل تنبؤاتها على زيادة توجيه المجتمع. فلا فوائد دون تكاليف

مؤخرا نسمع كثيرا عن مصطلح البيانات الضخمة Big Data و سرعة انتشار هذا المجال في سوق العمل. و لكن هل تساءلنا ما هي البيانات الضخمة  Big Data؟ لكي نتفق مبدئيا هناك اكثر من تعريف لمصطلح البيانات الضخمة Big Data وكما أوضح الاتحاد الدولي للاتصالات(ITU) بأنه لا يوجد تعريف دقيق للبيانات الضخمة . و بشكل عام فإننا حين نتحدث عن البيانات الضخمة فنحن نتحدث عن بيانات متعددة الأنواع والمصادر والأحجام.

ما هى أهمية البيانات الضخمة فى عالمنا اليوم وعالم المستقبل؟

تقدم البيانات الضخمة ميزة تنافسية للمؤسسات اذا أحسنت الأستفادة منها وتحليلها لانها تقدم فهما أعمق لعملائها ومتطلباتهم ويساعد ذلك على اتخاذ القرارات داخل المؤسسه بصوره أكثر فعالية بناء على المعلومات المستخرجة من قواعد بيانات العملاء وبالتالى زيادة الكفاءه والربح وتقليل الفاقد فابستخدام أدوات تحليل البيانات الضخمه استطاعت كثير من الشركات تحقيق أرباح طائلة من خلال تحليل البيانات الخاصة بالعملاء

ولا تتوقف الأستفاده من البيانات الضخمة على المؤسسات والمشاريع التجارية بل تمتد الى مجالات عديدة منها الطاقه والتعليم والصحة والمشاريع العلمية الضخمة.

الإستفادة من البيانات الضخمة في المجال الإقتصادي

لقد أصبح بإمكان الشركات والمؤسسات والهيئات اليوم على إختلاف أنواعها تحليل حركة العملاء من شراء وبيع ونحوه بدقة أكبر ليتمكنوا وفقاً لذلك من معرفة السلع الأكثر طلباً أو تلك الراكدة ويقترحوا على عملائهم سلع معينة وفقاً لعمليات الشراء التي تتم. كما أصبح لديهم القدرة على فهم سلوك العملاء بشكل أكثر دقة وتحديد المميزين منهم ومن هم بحاجة لمساعدة أو لتحديد توجهاتهم أو مُراقبة أدائهم. هذا الأمر ليس فقط لمراكز البيع التقليدية بل يشمل المتاجر الإلكترونية على شبكة الإنترنت وعلى نطاق أوسع.

فأصبح يتفاجأ مُستخدم شبكات التواصل الإجتماعي أو البريد الإلكتروني في أحيان كثيرة، بظهور إعلانات تجارية لسلع قام مسبقاً بالبحث عنها في تطبيقات أخرى، بل أكثر من ذلك هناك بعض الخوارزميات التي تستخدم بيانات تحديد الموقع على جهاز الهاتف لاقتراح الإعلانات. ومن هنا نجد أن ذلك يحدث نتيجة لتحليل البيانات الضخمة الناتجة من هذه المواقع والإستفادة منها في التسويق وذلك باستخدام كل جزء صغير من البيانات المتاحة عن المستخدمين لمعرفة ميولهم وتفضيلاتهم بغية عرض البضائع بأمثل طريقة ممكنة تجلب لشركات التسوق الإلكتروني أعظم ربح ممكن. ولا تقوم بتحليل البيانات التي تحصل عليها من تصفح المستخدم للإنترنت وحسب، بل قد تتبع زيارته للأسواق الحقيقية من خلال جهاز تحديد المواقع المُثبت بجهازه.  ربما يعتقد البعض أن هذا إختراق للخصوصية، لكن في حقيقة الأمر فإن الشركات التي تقوم بذلك قد حصنت نفسها من خلال إتفاقية الشروط التي يوقع عليها المستخدم عند تسجيل الدخول إلى تطبيقات التواصل الإجتماعي كالفيسبوك وتويتر.

وقد دخلت عملية التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة مستوى جديداً من التنافس، بظل الكم الهائل من بيانات المستخدمين التي توفرها شبكات التواصل الإجتماعي واستخدام الإنترنت. أصبح الشاغل الأول لعمالقة التجارة الإلكترونية هو كيفية البقاء في المنافسة. فمن ناحية، تحتاج الشركات للترويج لبضائعها وهذا يتطلب معرفة باحتياجات الزبائن، ومن ناحية أخرى تحتاج  لأن تقدم بضائعها بأسعار تنافسية في نفس الوقت تضمن لها هامش ربح كبير.

اترك تعليقاً